الجزء الثاني "البيت اللي مفيش حد بيخرج منه"
الجزء الثاني "البيت اللي مفيش حد بيخرج منه"
الأطفال واقفين في نص الممر، والنور اختفى إلا من شمعة صغيرة بعيد.
ليلى قالت بخوف:
"إحنا محبوسين… لازم نختار دلوقتي!"
كريم أصر:
"نمشي ناحية الصوت. حسّيت إن في حد بينادينا."
أحمد صرخ:
"إنت مجنون! ده طريق خطر!"
لكن الأرض بدأت تهتز تاني، والحيطة اللي ناحية ريحة الورد اتقفلت بحجر كبير. مابقاش قدامهم غير الطريق المظلم اللي بييجي منه صوت السلاسل.
مشيوا بخطوات بطيئة، كل خطوة بتعمل صدى غريب. فجأة ظهر قدامهم قفص حديد ضخم، جواه شبح صغير شكله طفل!
كان قاعد بيبكي وصوته بيرتجف:
"أخرجوني… بليز ساعدوني…"
ليلى قربت وقالت:
"إنت مين؟"
الشبح رفع عينه وبص لهم… وكان وجهه شبه أحمد بالظبط!
أحمد وقع على الأرض وقال مرعوب:
"ده… ده أنا؟! إزاي؟"
وفجأة القفص اتفتح لوحده، والطفل-الشبح وقف وقال بابتسامة غريبة:
"أخيرًا جيتوا… دلوقتي الدور عليكم!"
--- التوأم المخيف
الأطفال اتجمدوا مكانهم. الشبح اللي شبه أحمد وقف قدامهم. نفس الملامح… نفس الابتسامة، لكن عينيه سودا تمامًا.
ليلى قالت بخوف:
"إنت… إنت نسخة من أحمد؟!"
الشبح ضحك بصوت عالي رجّ الممر كله:
"أنا مش نسخة… أنا الحقيقة اللي البيت خبّاها."
كريم شد أحمد ووراهم، لكن فجأة الشبح-أحمد مد إيده، والحايط حوالينهم اتحولت لمرايات كبيرة. في كل مراية انعكاس غريب ليهم، واحد منهم فرحان… واحد بيعيط… واحد مرعّب.
ليلى قربت من المراية وقالت:
"دي… صورنا، بس مش إحنا."
فجأة انعكاس ليلى مد إيده من المراية وحاول يمسكها!
صرخت ووقعت ورا.
الشبح-أحمد قال بصوت تقيل:
"البيت ده بيورّيك نفسك الحقيقية… وبيختار مين اللي هيفضل ومين اللي مش هيخرج."
وفجأة… نور قوي طلع من آخر الممر، وصوت عميق قال:
"خطوة كمان… وهتكونوا جزء من البيت للأبد."
النور اللي طلع من آخر الممر كان بييجي من باب ضخم مرسوم عليه رموز غريبة.
كل رمز بينوّر وينطفي كأنه بيتنفس.
كريم قال:
"ده أكيد الباب اللي وراه السر الكبير."
أحمد رد وهو بيرتعش:
"بس الصوت قال لو خطينا خطوة… هنفضل هنا للأبد."
ليلى أخدت نفس عميق وقالت:
"إحنا جينا ندور على الحقيقة… ولازم نكمل."
أول ما قربوا، الرموز كلها نوّرت في نفس اللحظة. الباب فتح بهدوء، وراه ظهر درج حجري نازل لتحت… ريحة تراب قديم وبارد طلعت عليهم.
بدأوا ينزلوا، وكل خطوة تحت كانت بتزيد الظلمة والبرد.
وفجأة… سمعوا صوت أطفال بيضحكوا في الأسفل.
👻 الضحكات كانت بتقرب أكتر وأكتر.
وصلوا لقبو واسع، مليان لعب قديمة، مراجيح صغيرة، وسبورة مرسوم عليها أشكال مرعبة.
فجأة، اللعب كلها بدأت تتحرك لوحدها.
المراجيح اتحركت… السبورة كتبت كلمة "اهربوا" لوحدها.
كريم قال:
"فيه أطفال هنا… صح؟"
وفجأة، عشرات الأشباح الصغيرة ظهرت حوالينهم، كلها أشكال أطفال.
ابتسموا وقالوا بصوت واحد:
"إحنا محبوسين هنا… من سنين… البيت ما بيسيبش حد يخرج."
ليلى قالت:
"بس إزاي نخرج؟!"
الأطفال الأشباح رفعوا إيديهم وأشاروا على جدار في آخر القبو. كان عليه باب صغير مقفول بقفل صدئ.
اتجهوا ناحية الباب. القفل شكله قديم جدًا، مكتوب عليه: "مين يقدر يفتحني؟"
أحمد حاول يشده… ما اتفتحش.
كريم دق عليه بحجر… القفل ضحك!
"هاهاها… مش هتفتحوني بالقوة."
ليلى بصّت حواليها وقالت:
"أكيد في مفتاح مستخبي."
رجعوا يدوروا في القبو. لقوا صندوق خشب صغير. أول ما فتحوه لقوا جواه مرآة صغيرة.
كريم قال:
"إيه علاقة المراية بالقفل؟"
أحمد مسك المراية وقربها من القفل. فجأة القفل انعكس جواه، وبدأ يسيح زي الشمع!
الباب فتح… ووراه نور قوي جدًا.
دخلوا الباب لقوا نفسهم في مكان غريب جدًا…
سماء بنفسجية، أشجار عجيبة بتلمع، وأرض كأنها مرايات.
أشباح الأطفال دخلوا وراهم، وكلهم فرحوا وقالوا:
"إحنا اتحررنا! شكراً ليكم."
لكن فجأة… ظهر صوت جامد جدا:
"لسه ما خلصتوش… البيت لسه عايز تلاتة جداد!"
الأرض بدأت تتشقق تحت رجلهم.
ليلى صرخت:
"إحنا لازم نلاقي مخرج حقيقي… مش مجرد عالم جديد!"
وفجأة، ظهر باب بعيد في وسط الغابة الغريبة.
الباب عليه نفس الرموز اللي كانت على الباب الكبير.
جروا بسرعة ناحية الباب، والأرض وراهم بتتكسر.
الأشباح كانوا بيهتفوا:
"اهربوا قبل ما يتقفل للأبد!"
وصلوا للباب… حاولوا يفتحوه، بس ما استجابش.
ليلى رفعت المراية اللي معاها، والرموز على الباب بدأت تنوّر.
الباب اتفتح فجأة… ووراه بان نور الشمس!
جروا بسرعة… وخرجوا برا. لقوا نفسهم واقفين قدام البيت القديم تاني، في الشارع، كأن ولا حاجة حصلت.
أحمد وقع على الأرض وقال:
"ده… كان حلم؟!"
لكن لما بصوا في إيد ليلى… كانت لسه ماسكة المراية.
والمراية كتبت من نفسها كلمة:
"البيت لسه مستنيكم."
📌 يتبع .......
تعليقات
إرسال تعليق