قصه اليوم عيد الاضحي

في الصباح ذهب احمد وأخيه مُحمد إلى الصلاة برفقة أخوه وجده والعائلة يرددون تكبيرات العيد الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كثيرا والحمد لله وسبحان الله بكره وأصيلا لا إلا إلا الله وحده صدق وعده ونصرف عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذريه سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا. وأخذ الطفلين يرددون وراء جدهم تكبيرات عيد الأضحى المبارك في الطريق إلى الصلاة.

وأخذ الجد يحكي لهم عن عيد الأضحى المبارك وثواب صيام وقفه عرفات وسرد لهم قصص عن الحج وأيضاً قص عليهم قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه سيدنا إسماعيل. قال الجد سوف أسرد عليكم بعد الانتهاء من صلاة عيد الأضحى قصة سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل وسوف أقول لكم عن طقوس الذبح ولماذا نذبح ولكن الآن رددوا تكبيرات العيد.

وها قد وصلنا إلى الصلاة وبدأت الصلاة التي يتجمع فيها الناس جميعاً يصلون ويهنئون بعضهم البعض بقدوم عيد الأضحى المبارك. وها انتهت الصلاة وقال احمد لجده ماذا سنفعل قال له سوف نستمع إلى خطبة الإمام يا ولدي حتى ينتهي ونأخذ الثواب ونذهب لذبح الأضحية، فقال له احمد ما هذه الأضحية يا جدي قال له الخروف الذي نرعاه من شهر يا بني، تعجب الولد وحزن لأن الخروف سوف يُذبح فقال له جده سوف أحكي لك ونحن ذاهبون إلى المنزل لماذا سوف نذبحه فاهدأ قليلاً. سكت زيد وأخذ الإمام يخطب الخطبة التي كانت تحكي وتسرد طقوس الذبح، فقال والد احمد لجده يا أبي يجب أن نعاود فالجزار في طريقه إلى المنزل قال له حسناً يا بني هيا لنذهب.

أصطحب الجد الولدين وركبا العربية في طريقهم إلى المنزل، فقال احمد ها يا جدي أسرد لنا لماذا سوف نذبح الخروف وما هي طقوس الذبح وأيضاً ما هي يا جدي قصة سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل. ضحك الجد وقال أعلم ما تحمله نفسك من فضول ولكنني سوف أسرد عليك أولاً قصة سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل حتى نعود إلى المنزل.

بدأ الجد في حكي القصة قال لهم:في ذات ليلة رأي سيدنا إبراهيم  في المنام أنه يذبح سيدنا إسماعيل ورؤيا الأنبياء وحي، فلم يشاور سيدنا إبراهيم ولده في تنفيذ رؤيا من الله ولكنه كان يتردد كثيرا وكان يرد أن يعرف ما تحمله نفسه من تنفيذ تلك الرؤيا، تعجب احمد وقال لجده أسوف يذبح ولده سيدنا إسماعيل يا جدي، فضحك الجد وقال له اصبر يا بني سوف أكمل لك القصة اطمئن. سكت الولد وقال لجده أذن أكمل القصة، قال الجد سيدنا إبراهيم قص رؤيا على سيدنا إسماعيل فقال له يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. نظر احمد لجده في دهشه من رد فعل سيدنا إسماعيل ورده على رؤيا سيدنا إبراهيم له في المنام وقال أكمل يا جدي.

 قال الجد: أخذ سيدنا إبراهيم سيدنا إسماعيل وابتعد حتى لا تشعر أمه بما سوف يحدث وأضجعه على جبينه فقال سيدنا إسماعيل لسيدنا إبراهيم يا والدي اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عني ثوبك حتى لا يتلطخ من دمى فتره أمي فتحزن. بكي احمد وقال لجده أحقاً سوف يُذبح يا جدي ها هما الأطفال يتعاطفون مع كل شيء فقال له جده لا تحزن يا صغيري ففرج الله سوف يحدث ولكن الصبر يا بني. أكمل الجد قصة سيدنا إبراهيم وولده وقال: قال سيدنا إسماعيل لسيدنا إبراهيم يا والدي مر السكين على حلقي ليكون ـهون للموت على فاذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني فأقبل سيدنا إبراهيم عليه لكي يقبله ويبكي ويقول له نعم العون أنت يا بني على أمر الله فأمر السكين على حلقه فلم يحك شيئا . اندهش احمد وقال لجده ماذا حدث يا جدي ألم تكن السكين حامياً حتى تذبح سيدنا إسماعيل فضحك الجد وقال له ألم أقل لك أن تصبر حتى تعرف نهاية القصة يا بني.

سكت احمد وقال حاضر يا جدي سوف لا أقاطعك ثانيا أكمل قال الجد: لم تذبح السكين حلق سيدنا إسماعيل فالله له في ذلك حكم فقال له سيدنا إسماعيل ما لك؟ قال انقلبت فقال له اطعن بها طعنا فلما طعن بها نبت ولم تقطع شيئاً فالله فقط اختبر عبده في الطاعة والصبر فنودي يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا هذا فداء ابنك فنظر سيدنا إبراهيم فاذا بسيدنا جبريل عليه السلام معه كبش من الجنة قال تعالي” وفديناه بذبح عظيم” أي أن الله تعالي خلص سيدنا إسماعيل من الذبح بأن جعل له كبشا أقرن عظيم الحجم فداء له حتى لا يحزن قلب سيدنا إبراهيم على ولده. فصاح احمد قائلا هاااه هااه لم يذبح سيدنا إبراهيم ولده يا جدي ضحك الجد وقال حقاً يا صغيري لم يذبح ولكن الله أراد أن يختبره على الطاعة في هذا البلاء وها هو سيدنا إبراهيم نجح وقد اختبر ابنه في طاعته وتنفيذ رؤياه وها هو نجح أيضاً.

 لذلك خروفك الصغير الذي اشتريناه من شهر وأنت تطعمه وتسقيه الماء يجب أن يذبح وها نحن قد وصلنا إلي البيت نزلا من السيارة فوجدوا الجزار في انتظارهم نظر الجد إلى احمد حين أحضر الجزار الخروف ونظر احمد إلى الخروف حزيناً فاقترب منه وقبله وقال له جده لا تحزن يا صغيري فماذا قلت لك يجب ان نذبحه فذهب العائلة إلى مكان الذبح وتجمع الأطفال والكبار لينظروا إلى الخروف وهو يذبح فأخذ الجزار يربط الخروف لكي يذبح فاختبأ احمد في جده كي لا يري صديقه الخروف وهو يذبح وأيضاً خشياً من الدم فقال له جده اهدأ يا صغيري فانت قوي وشجاع ويجب أن تنظر حتى تأخذ ثواب الذبح وها قد ذبح الخروف وأخذ الجزار يقطع لحمه وأخذت العائلة نصيبها من اللحم والآخر وزع على الأهل والأقارب والمساكين.