قصه سيدنا آدم للاطفال

 

قَبلَ ملايينِ السِّنين خَلَقَ اللهُ العالَم .. أذن الله بخلق السموات والأرض في ستة أيام وبعدها خلق الله الجبال

والبحار وخلق الشمس والنجوم والقمر والكواكب و .. وخَلقَ اللهُ الملائكةَ مِن نور .. وخَلقَ الجِنَّ من نار .. وخلق اللهُ الأرض ..

ثُمّ تَطوَّرت الحياةُ شيئاً فشيئاً ، وظَهَرت على سطحِ الأرض حَيواناتٌ بأشكالِها المُتعدّدةِ وأنواعِها المُختلفة .

في تلكَ الأزمنةِ البعيدةِ وعندما أراد الله أن يخلق آدم أمر ملكًا أن يحضر له من تُراب الأرض..
مِن المُرتَفعاتِ، ومن السُّهولِ، ومن الأرض المالِحة، ومن الأرضِ الخِصبةِ العَذبة ..
خلق الله آدم من تراب في يوم جمعة حيث مُزِجَت التُّربةُ بالماءِ ، وأصبَحت طِيناً مُتماسِكَ
خَلَق اللهُ سبحانه من ذلك الطِّينِ ما يُشبِهُ هَيئةَ الإنسان ، رأسٌ وعَيْنانِ ، ولسانٌ وشَفَتانِ ، وأنفٌ وأُذُنانِ ، وقلبٌ ويَدانِ ، وصَدرٌ وقَدَمان .

تَبَخّر الماءُ وجَمَد التِّمثالُ البَشَري ، أصبَحَ الطينُ حَجَراً يابِساً إذا هَبّت الرِّيحُ يُسمَعُ منه صَوتٌ يَنِمُّ عن تَماسُكِه
حتى تغير وتماسك وصار فخارًا أجوف، هكذا خلق الله آدم عليه السلام
وعلى هذهِ الحالةِ .. ظَلَّ التِّمثالُ نائماً زمنا طويلا لا يَعَلمُه إلاّ اللهُ سبحانه .
قال تعالى : ” إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” سورة آل عمران

ولمّا خُلِق وظل لسنوات على هذا الحال، فما كان من الملائكة بأن تترقبه وتتوجس خيفة منه
أمّا إبليس فكان يدخل من فمه ويخرج. بدأت اللحظة العظيمة لخلق البشر، وهي بداية التاريخ
وهي لحظة نفخ الروح، وكل من في الملء الأعلى ينتظر، إنّها لحظات عظيمه.

ولما صار حيًا، علّمه الله كل الأسماء، وأراد الله أن يبين فضل آدم على الملائكة.
وبعدها طلب الله من الملائكة السجود لآدم، فسجدوا كلهم لأنّ الله اختارَهُ خَليفةً له في الأرض ،..
فهو أرفَعُ مَنزلةً مِن الملائكة إلّا إبليس لم يسجد وأبى وتكبّر .

قال تعالى” وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ
هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ
وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ
أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)

قالَ اللهُ سبحانه : لماذا لا تَسجُدُ لآدمَ يا إبليس ؟
قال إبليسُ : أنا أفضَلُ منه .. لَقَد خَلَقتَني من النار ، أمّا آدمُ فمَخلوقٌ من الطين .. النارُ أفضَلُ من الطين .
طَرَدَ اللهُ إبليسَ المُتَكبِّرَ مِن حَضرَتهِ .. طَرَدَهُ من رَحمَتِه .. ومِن ذلكَ الوقتِ حَقَدَ إبليسُ على آدم .
حَسَدَهُ أوّلاً ثم حَقَدَ عليه .. إبليسُ مَخلوقٌ مُتكبّرٌ حَسُودٌ وحاقِد .. لا يُحِبُّ أحَداً سِوى نفسِه .

أصبَحَ شُغلُه وهَمُّه كيفَ يَقْضي على آدم .. كيف يَغُرُّهُ لِيُضلّه .
بعد طرد إبليس قال : أمهِلْني يا رَبِّ إلى يومِ الدِّين ..وتوعد بالانتقام من كل بني آدم بإغوائهم بكل الطرق

قال تعالى ” قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)
قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15)
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)”

خَلَق الله آدمَ وَحيداً ..فاستوحش من وحدته ،فأكرمه الله و خَلَق مِن أجلهِ
حَوّاء  من ضلعه الأيسر ؛ لتكون الأقرب لقلبه
و جزءا منه لايستغنى عنه ، كل هذا أثناء نومه ، فَرِحَ آدمُ بزوجهِ ، وهي أيضاً فَرِحَت بِلقائه
وسميت حواء لأنها خلقت من حي هو آدم عليه السلام  .

أسكَنَ اللهُ سبحانه أبانا آدمَ وأُمَّنا حوّاءَ الجنّة .
الجَنّةُ مكانٌ جَميل .. جَميلٌ جدّاً .. أنهارٌ كثيرة .. وأشجارٌ خَضراءُ خالدة .
رَبيعٌ دائم .. ليس في الجنّةِ حَرٌّ ولا بَرد .. نَفَحاتٌ طيّبة .
عندما يَملأُ المرءُ صَدرَهُ منها يَشعُرُ بالسعادة ..
قالَ اللهُ ربُّنا لآدم : أُسكُنْ أنتَ وزَوجُكَ الجنّةَ وكُلا منها حَيثُ شِئتُما ..
أُسكُنْ فيها حيثُ تُحِبُّ ، وكُلْ فيها ما تُحِبّ ..

ستَكونُ سعيداً فيها ، فليسَ في الجنّةِ تَعَبٌ ولا جُوعٌ ولا عُرْي ..